أن تساهم في صناعة الواقع وتقدمه بشكل محتوى ومفاهيم لجيل عاش الحرب والنزاعات, ليس بالأمر السهل, وهذا ما انتهجه ” علي هلال ” صانع المحتوى الترفيهي الممزوج بطابع ثقافي مميز. فعندما ينتابك شعوراً بالحنين وأنت خارج العراق لا عليك سوى تصفح المحتوى الذي يقدمه علي, بعيداً عن قنوات الأخبار فكلاهما واقعاً صحيح ولكن علي يقدم الواقع بصورة أيجابية. و نظرة مميزة لذا قال لنا :” عندما عدت العراق لم أجد محتوى صوري يجعل العراق بصورة مملوئة بالأمل و الفرح, فللأسف الجهات القائمة على تعزيز هوية العراق السياحية لم تكن متمكنة من تقديم صورة العراق للعالم العربي و للعراقيين في الأغتراب بطريقة تلامس قلوبهم.” وأضاف :” فعندما نقرر السفر نحاول البحث عن قائمة الأماكن التي نرغب بزيارتها وبفضل التطور التكنلوجي بات الأمر اسهل عما سبق, ولكن أرث العراق السياحي توقف من سنين عدة وللأسف باتت صورة العراق محاطة بالخوف والأرهاب,”
ولم يكتف علي, بهذه الأمنيات بل العكس فقد انطلق علي برحلة سياحية بدأت من جنوب العراق واليوم نتعرف على الكثير من المدن والمناطق, قد نكون نفتقد جماليتها ولكنه يبرزها بأسلوب يجعل الحنين يمتلك الجميع. فقال :” بدأت بالعمل على مشروعي لدعم السياحة الداخلية وأظهار هوية العراق الصحيحة, ولازلت مستمر في هذا المشروع الذي يلتمس ردود فعلً ايجابية كثيرة.”
وأعرب علي عن اهمية تركيزه على تقديم محتواه بجودة عالية حيث قال :” الجودة الصورية و المعلوماتية هي المعيار الأساسي لنجاح محتوى أي شخص, لذا فأنا أدرس المعلومات كاملةً وبشكلاً دقيق لكي أقدم هذا المحتوى دون أي غلطة تذكر,” وأضاف :” تأثيرنا عبر منصات التواصل الاجتماعي بات يشكل حافزاً مهم للكثير من جيل الشباب لذا يتوجب علينا وضع معايير مهمة وذات بعد ناجح حتى نتمكن بالفعل من المساهمة في تثقيف المجتمع والنهوض به.”
وقد عبر علي عن أمله بدخول المرأة في مجال تنشيط السياحة الداخلية حيث قال :” لا أخشى منافسة المرأة لي, بل العكس تماماً فأنا مؤيد ومساند لحقوق المرأة في مجتمعنا, وللأسف هناك الكثير من القيود تفرض على كيان المرأة وبفضل الناشطين اليوم نجد الكثير من الأصوات بدأت تتعالى مطالبة بحقوقها, ولكي يصل الصوت الى فئة الأكبر, فهي بحاجة الى مساندة الرجل.” ويضيف قائلاً :” مساندة الرجل سيجعل نظرة المجتمع تجاه الفتاة تتغير لكي تمنح حريتها وتستطيع أن تبدع في المجتمع.”
وبحديثه عن المشاكل التي تواجه الجيل الشاب حالياً في العراق قال :” نجد اليوم الكثير من الأمور السلبية التي تنعكس على أبناء جيلي من الشباب, وهذا ما أحاول على قدر الامكان على التخلص منه, فنحن بحاجة الى دعم بعضنا البعض وتشجيع أنفسنا جميعاً على تقديم الأفضل فلا يمكنني أن اتميز.
