Life Style

د. سارة أحمد تتحدث عن الغضب و أسبابه بكلمات مؤثرة وجدانياً للكثيرين.

حكايات سارة

ماذا يلي الغضب أو عدمه؟

عندما نسمح للحقد بالدخول الى انفسنا و دواخلنا يتحول الى اكثر شئ هادم لكينونتنا البشرية. كل انسان ممكن ان يكون في محل ضعف وممكن ان يستخدم الحقد كمصدر للتذكير او القوة. بتجربتي هناك فرق بين التعلم من الأخطاء واستذكارها لعدم القيام بها مرة اخرى، وهناك فرق بين الحقد. لأن الأخير يؤدي إلى أفعال من الممكن أن تؤثر على الإنسان نفسه أو على من حوله.
ولنعلم أن الحقد لديه ميزة خاصة جدا وهي الانتشار. فإذا سمحنا لانفسنا ان نحقد ولو بموضوع صغير و بمقدار حبة، فالحقد لديه القدره على ان يكبر ليكون شجرة كبيرة متشعبة تبث السموم الملوثة في دواخلنا بشراسة.
نيتشه، جيرارد وغيرهم كثيرين كانت لديهم فلسفة خاصة عن الغضب والحقد وكيفية التعامل مع الخطأ و من تسبب في توجيه الاذى لنا . يتهم نيتشه بفكره السوداوي، بكراهية الناس، والسخرية الدائمة. الكثيرين من الفلاسفة المعاصرين يناقضون نيتشه بقول انه من المستحيل أن الإنسان يتصرف بطريقة صحيحة عندما يصاب الانسان بسوء من انسان اخر و فكرة التخلي عن الغضب أو تبعاته كالحقد مستحيله، لان الحقد والغضب هو جزء لا يتجزأ من البوصلة الأخلاقية التي تميز البشر. ولكني كانسانه مؤمنة بقدرة الإنسان على التغيير لا ارى اي شي مستحيل. ولدي ايمان بان الانسان مهما كبرت حزمة اخطائه الداخلية يكون لديه القدرة على تغييرها والتخلص منها عند مواجهة الذات ووضع أطُر صحيحة للتفاعل مع الأمور ومجابهتها.

يجب علينا ان لا ننحدر ونكون نسخة انسانية ل”نوع اصغر، سخيف تقريبا، جزء من القطيع، حريص على الارضاء، مريض و متوسط المستوى.” نستطيع ان نكون افضل بعد إجراء تعديلات بسيطة على خريطتنا الأخلاقية و تفاعلاتنا الإنسانية لما يحدث داخل فقاعة تفكيرنا في المساحة التي تمتزج بها المشاعر و تطغى على العقل.

ودمتم مسامحين ورافضين للاحقاد مهما كانت سهولتها واهمية التمسك بها لشعور بلذة الانتصار والقوة الوقتية.

مع كل الحب والسلام،
د. سارة أحمد

You may also like...