Fashion

صناعة الموضة في العراق مع المصممة العراقية أمنة محمد على صفحات عدد سبتمبر

تشهد صناعة الأزياء في العراق فترة تحوّل، تتميز بظهور مصممين موهوبين يتنقلون في بيئة مليئة بالعقبات والتحديات. على الرغم من البيئة المضطربة التي تشكلها الاضطرابات الاجتماعية والسياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي، يسعى مصممو الأزياء العراقيون إلى نحت مكانة لأنفسهم وإعادة تعريف دور الأزياء في مجتمعهم. يتناول هذا التقرير رحلات هؤلاء المصممين الرواد، مسلطًا الضوء على الصعوبات العديدة التي يواجهونها، بدءًا من الوصول المحدود إلى الموارد والمواد وصولاً إلى الصور النمطية المجتمعية والمعايير الثقافية التقييدية. في بلد حيث غالبًا ما تتصارع فكرة الموضة مع المواقف المحافظة والقيود اللوجستية، لا يعرض هؤلاء المصممون إبداعهم فحسب، بل يكسرون أيضًا حواجز جديدة من خلال تحدي الأفكار المسبقة عن مهنتهم. من خلال التركيز على قصصهم، نسعى إلى تسليط الضوء على كيفية تغلب هؤلاء الأفراد على الصعاب لتحقيق النجاح المهني. إنهم لا يساهمون فقط في صناعة الأزياء، بل يخلقون أيضًا رواية جديدة تضع الأزياء العراقية على المسرح العالمي. من خلال مرونتهم ونهجهم المبتكر، يثبت هؤلاء المصممون أن الأزياء يمكن أن تزدهر حتى في أصعب البيئات، مما يجعلهم مصدرًا للأمل والإلهام للأجيال القادمة.

لا يخلو العراق من الإبداعات و المصممين الخلاقين , هم الذين واكبوا التطور و عاشوا في عالم يعجّ بالتكنولوجيا لكنهم رفضوا التخلي عن هويتهم و أحلامهم, مطلعون على كل جديد في عالم الموضة ولديهم القدرة على التزين بأرقى الأزياء وأكثرها معاصرة غير أنهم قرروا وبكل فخر حماية أحلامهم و عملوا على أحياء هذه الصناعة بالرغم من كل العقبات التي يعشوها وابتدعوا قطعاً تعبق برائحة الماضي الجميل حين عاش العراق أوج انجازته في مجال الموضة. فلم تكن هذه القطع مجرد لوجات فنية في متاحف العرض بل أصبح واقعاً ملموساً. وقبل الغوص في التفاصيل التي نعيشها مع المصممة العراقية ” امنة محمد ” التي بدأت رحلتها معنا منذ العام 2022 خلال أضخم و اهم عرض أزياء أقيم في العراق ” بغداد رانوي ” حيث تبدأ أمنة حديثها قائلة :” لطالما امتلكت اسلوباً فريداً و مميزاً في اضافة لمستي الخاصة بكل ما ارتديه, ولهذا السبب لم تجذبني محاكاة اتجاهات الموضة أو الألتزام بمعايير محددة للملابس” وبطبعها أمنة تحت التفاصيل و تهتم بها فكل قطعة في خزانتها لها حكايتها الخاصة, لهذا جاءت علامتها كأنعكاس لكل تلك التفاصيل و تمثل علامتها بجوهرها وسيلة مبهجة للتعبير عن الذات فكل قطع تمنح أحساساً بالتفرد و الذوق الرفيع كنا أنها علامة موجهة للسيدات اللواتي يقدرن الأزياء الفريدة والمبتكرة, والتي تعيد الخيار الأمثل لأطلالة أكثر من رائعة

عشقت أمنة الموضة و التصاميم منذ صغرها وكانت محظوظة لامتلاكها فرصة أستكشاف هذا المجال عن كثب من خلال مشاركتها الأولى في عرض أزياء ” بغداد رانوي ” حيث أمضت امنة أشهر وهي تحضر كل أجتماعات التحضير لهذا العرض والتعرف على توجهات الموضة في العراق وتلاقي الخبرات التي وفرها العرض وفي كل مرة كان يتأكد لها بأنها كانت على ثقة كاملة بأن عالم الازياء هو المجال الذي ترغب العمل به بشغفٍ و حب. لطالما حلمت أمنة أن تبتكر شيئاً يجسد شخصيتها وجوهرها و يجمع بين التفرد و المرح و الرومانسية وترى نفسها كفتاة تنتمي روحها الى جمالية العصر الذهبي في القرن الماضي

وتعيش الحاضر بذوق مستوحى من ابداعات القرن الماضي الجميل فحبها لطابع الانثوي الرقيق الذي كنا نلتمسه من أفلام ” فاتن حمامة و سندريلا الشاشة سعاد حسني ” نراه يتجسد بلمسة عصرية تقدمها أمنة في قطعها. حب أمنة لعائلتها الصغيرة كان هو الدافع لها بأطلاق علامتها رسمياً في مايو 2022 حيث تقول :” دفعتني قوة والدتي و عاطفة والدي للغوص في هذا المجال بشكل أحترافي كما أن القيم التي علمنياه والدي كانت قدوة لي في كل تصميم أقدمه, فأنا أعترف بفضل عائلتي على عدمي وهذه القوة تدفعني لأبتكار شيء يحمل قيم عالية ومعنى حقيقي للموضة

برأي أمنة التصميم ليس مجرد عمل, فهي تحبه حقاً و العمل هو وسيلة لتعبر عن هذا الحب و تشعر بالرضا العميق عندما تحول هذا الحب الى أزياء من خلال التصميم و تغمرها السعادة عندما ترى السيدات يرتدين من تصاميمها ويشعرن مثلها بالثقة والقوة كما أنها تستمع حقاً بالتواجد في غرفة التحضيرات لقطعها حيث يتملئ المكان بالموهبة و الشغف ويحول مكان العمل الى مركز ابداعي حقيقي مليء بالتصاميم و الأكسسوارات ونماذج الألهام. هدف أمنة الأسمى هو مشاركة هذا الشعور مع النساء من جميع أنحاء العالم إذ تعكس قطع علامتها جوهر شخصية السيدة الجريئة و العصرية والأنيقة و الواثقة بنفسها, و تحرص على إبراز هذا الجوهر في جميع تصاميمها من خلال الأحتفاء بالعناصر الخارجة عن المألوف التي تهدف الى تشجيع المرأة للتعبير عن أسلوبها الشخصي الفريد بكل ثقة و تقول :” الحياة مليئة بالمصاعب و التحديات و لذلك أرغب بتقديم تصاميم مبهجة تمنح السيدة شعوراً غامراً بالقوة والسعادة” و أمنة مدركة تماماً أهمية الأزياء في حياة كل شخص و خاصة لدى النساء وتؤكد أنها تعكس الحالة المزاجية للمرأة بطريقة مذهلة, وهي وسيلة مثالية للتعبير عن العواطف الشخصية المتفردة والأسلوب الخاص, وعن مدى تأثير الازياء عليها شخصياً تقول :” تتغير حالتي المزاجية عند ارتداء قطعي المفضلة سواء من تصميمي أو من العلامات التجارية الأخرى

نظراً لقدرة الأزياء على تحسين الحالة المزاجية و تعزيز الثقة بالنفس و إبراز جمال السيدات.” وتستكمل الحديث قائلة :” تلعب الإطلالة المناسبة دوراً هاماً في مضاعفة الطاقة الأيجابية ما يضفي شعوراً بالقوة و الجرأة والثقة بالنفس ” ولا تتبع مصممة الازياء أمنة أخر صيحات الموضة إنما تميل الى أختيار قطع فريدة و مميزة تعكس شخصيتها وتؤكد:” إطلالاتي ليست أستثناء عن هذه القاعدة. وأفضل أرتداء الإكسسوارات وخاصة التي تضفي روحاً عصرية على أطلالاتي. وتستذكر أن علامة شانيل و ديور هما المفضلة لديها منذ طفولتها.”

بغداد و أجواؤها النابضة بالحياة كلها تشكل مصدر إلهام لتصاميم أمنة إذ تحرص على أبتكار قطع تلائم مختلف المناسبات و المستوحاة من الطاقة النابضة بالحياة في العراق. وفي تشكيلتها الأخيرة أستمدت إلهامها من أطلالات السيدات الأنيقة في عصر بغداد الذهبي. حيث تجد أمنة ما حققته المرأة العراقية من نجاحات في مختلف المجالات. فتلك هي الفترة التي يطلق عليها ” العصر الذهبي ” حيث حرصت أمنة على أضافة لمسات تجسد حبها للحياة و الالوان الزاهية في كل قطعها التي قدمتها عقب بغداد رانوي.

تقول أمنة :” يسرني أن اعيش في العراق و أن اكون مشاركة في تطور قطاع الأزياء الواعد و المزدخر, فنحن العراقيين بالعادة ستكون تصاميمنا مفاجئة لمجتمع الازياء خارج العراق, حتى أن التباين في ابداعات العراقية البسيطة في الخارج كانت واضحة بالتماشي مع مصممي الازياء في منطقة الشرق الأوسط

تصوير : اية أياد – انتاج – ارسال ميديا – حوار ميري ستيف – ادارة فنية : خاتون الأطرقجي

You may also like...