Life Style

حكايات سارة تعود معنا في شهر فبراير لتشارككم رحلتها في بحثها عن صديقتها

د.سارة احمد

استيقضت ابحث عن صديقتي

في الاماكن التي تركناها تركنا اجزاء من ارواحنا. هذه الاجزاء صعب ايجادها وحتى تذكرها في بعض الاحيان الا اذا عدنا الى ذلك المكان نفسه. اليوم استيقضت من النوم ولدي بقايا ذاكرة مشوشة اتمنى لو تعود كامله.

في دار سينما بغداد كنت اصغر من ان اكون في الابتدائية. بثوب اسود “قديفة” وجواريب بيضاء فيها “كركش” وحذاء اسود “روغان” يشبه حذاء سالي حامله حقيبتي الزرقاء الاسطوانية المملوءة بقصاصات ورق صغيرة مكتوب فيها رسائل حب، صداقة وسلام. جلست قربي فتاة صغيرة وبدئنا بالحديث. صنعنا تاريخ وعشنا مغامرات في حوار دام ثواني معدودة حسب ذاكرتي اليوم. لاعرف ماذا حدث ولكن انتهى اللقاء باعطائي هذه الفتاة واحدة من رسائل حقيبتي “الماوية” واتفقنا في تلك اللحظة، “اني وياج راح نبقى صديقات للابد، ومراح ننسا بعض.” اخذت القصاصة كانها ملكت الكون كله، كانت سعيدة وكنت سعيدة. عقد صداقة ازلي تاريخي خيالي وشفاف حدث على مسطبة بين فتاتان دخلتا دار السينما كما دخلت ألس في الباب الصغير تحت الدرج لتكتشف كون موازي مليء بالخير والامل. ألس صغرت لتدخل الباب وتعيش الحلم، ولكني وتلك الفتاة كنا عملاقتان صغيرتان جالستان في فقاعة مليئة بالعجائب.

ياليتني اعود لتلك اللحظة وذلك المكان لاتذكر لماذا كتبت تلك الرسائل، عن ماذا تحدثنا، وما أسم تلك الصديقة الابدية التي حضيت بها بلحظة برائة تامة وصدق مطلق في دار السينما في بغداد. اين انت يا صديقتي وهل كان اسمك لينا، سما، نور ام قمر؟ هل لازلتي تحتفظين برسالتي الصغيرة، وهل لديكي ذاكرتي ذاتها؟

ارسل لك لحن حب وأمنية ملفوفة بقوس قزح لتكوني بخير اينما كنت.

مع كل الحب والسلام

You may also like...